من مقدمة الكتاب
... لا يُسأل النّبع عن تدفُّقه. والسّاقيةُ في جريها منذ الولادة، ليس لها حريّة الاختيار، تتفلّت من عقالها، تتقدّم بلا توقّف، وتصبو بعينين جائعتين إلى البحر، وقد تمتدّ حول ضفَتيها سهول و غابات وأحراج. غير أنّها في النهاية تبلغ لاريب مُنيتها تصير بحراً أو لا تصير لكنّها تحقّق في سيرها قليلاً من الرّاحة والطُمأنينة وتلامس في دربها الشّائكة الطويلة حدّاً من الارتواء وإن لم ترتوِ حقاً...
... في زمن تحكمه الضغائن و تستبدُّ به الصّغائر ينشد ترنيمة الصّفاء و البهاء مسكوناً بشغف الأولاد و حكمة العقلاء...
فوزي يمّين
|